الأربعاء، 14 يناير 2009

جريمتي إني "جامعية"

ما أجمل شعور التخرج ونهاية الحياة العلمية والانتقال إلى الحياة جديدة ألا وهي الحياة العملية ...هنا يحمل بها الخريج الآمال والأحلام والطموح التي مع الأسف تتحطم نتيجة صدمة بالواقع المرير ... في بداية يقرر الخريج طريقين أما أخذ وقت من الراحة والاستجمام وأما البحث عن وظيفة التي ناسب مؤهله العلمي وتخصصه ... وكذلك يختار طريقان أما العمل في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي .

وهذا حاصل لي فقد قررت العمل في القطاع الخاص فهو مجال كنت أعتقد بعيد كل البعد عن الفساد الإداري والواسطة والمحسوبية إلا إن الواقع ينم بالعكس ولدى تقديمي لعدة أماكن هناك من لم يقوم بالاتصال وهناك من قابلني ورفضني كما رفض غيري من حاملين الشهادة الجامعية وتخصص يطمح الكثيرين له وهو تخصص الإعلام ويتم تفضيل حاملين شهادة الثانوية بالإضافة إلى الدورات علينا ...

وجدت أمل جديد وهو برنامج توظيفي يقوم بتوظيفها بالقطاع السياحي والخدمات كالبنوك والمستشفيات قد فرحت لذلك العرض خاصة أنهم يقدمون لنا دورات ومكافأة شهرية وكذلك يقومون بالترشيح بعدد من الوظائف بشرط عدم التسجيل في ديوان الخدمة المدنية أو البحث عن طريق برنامج إعادة الهيكلة للقوى العاملة وطال الانتظار للوظيفة لم أجد رد حتى مضى على تخرجي 6 شهور بدأت أبحث بنفسي مرة أخرى بعدما يئست وجدت إن الواسطة والمؤهلات التي أقل من الجامعي هي المرغوبة أكثر من الجامعي لدى القطاع الخاص

حتى جاء في بالي دراسة الدبلوم بعدما حصل على الشهادة الجامعية وكذلك قررت التقديم على القطاع الحكومي وجدت الصدمة الأكبر أنني لا أستطيع التقديم نتيجة لبرنامج التوظيف الوهمي الذي بنو لي قصور في الجنة وتركوني أعيش في نار البطالة والمجهول لمستقبلي . هنا رأيت مدى تلاعبهم في مستقبل الشباب ومصلحتهم فالمصلحة المادية والاستفادة من برنامج إعادة الهيكلة هو أولى من مصلحة الشاب الكويتي فالانسحاب من هذا البرنامج أما بدفع مبلغ مادي يعجز الشاب العاطل عن العمل دفعه أو الانتظار لمدة تزيد عن 3 أشهر حتى ينتهي العقد بينه وبين هذا البرنامج الوهمي حتى وأن انتهت المدة المنصوص عليها في العقد الموقع بينهم نتيجة لنهاية العقد بين البرنامج وإعادة الهيكلة وحتى إن أنهى الشاب الكويتي عقده بدفع المبلغ فهو غير مستفيد بشيء وذلك لعدم تقديم أي شهادة تدل إنه اجتزت الدورات التي قدموها لي.

كما اكتشفت أن المكافأة الشهرية ما هي إلا مكافأة تحصل عليها مرة واحدة فقط " ودبر نفسك ". ونسيت أن أضيف أن مراجعتي لإعادة الهيكلة التي لم ألقى منهم سوى اللا شيء حتى إنني لا أستطيع تقديم شكوى ضد البرنامج والذي حتى إن قدم ترشيحات لا تناسب مؤهلي الجامعي أو حتى تخصصي و حتى كوني فتاة .

من ينصر العشرات من الشباب الكويتي نتيجة للاحتيال الذي تمارسه مثل تلك البرامج دام برنامج إعادة الهيكلة للقوى العاملة لم ينصفنا ... ؟

قتلت الطموح ... وضاعت الآمال وما الحل إلا بالصبر حتى يأتي شهر مارس لرؤية مصيرهم وإعادة الرحلة الطويلة التي قطعها من جديد بالبحث عن وظيفة ...

أما بالواسطة أو الواسطة أو الواسطة وإلا البطالة ... فلا أحد يلوم الشباب الكويتي إن عاش في فراغ أو فكر بسطحية بعد ذلك ... دام المسئولين عن صقل الطاقات الشبابية "مسكرينها بويهنا" وما هي جريمتنا إلا إن مؤهلنا جامعي ...