الأربعاء، 19 أغسطس 2009

أغرب الأوطان .... وطني



مهما قرأت وسمعت عن دول لن أجد بغرابة وطني الكويت ... لم يأتي هذا الكلام من فراغ إنما جاء وفق نظرة عن قرب بحياة مواطنة عاصرت عدة أزمات مرت على هذه البلد بها... لنجد كلما نسي شعبها تلاحمهم وتماسكم وقت المحن و تبدأ الأفكار الهدامة بغزو عقول شبابها وتفرقتهم طائفيا وقبليا وطبقيا نراهم لأقل الأزمات يقفون بيد من حديد دفاعا عن هذه الأرض داعمين شعبها وحكومتها ليأكدوا للعالم أجمع مدى أصالة شعبها وتلاحمهم مهما غزتهم المدنية وغيبتهم العولمة إلا إن الحس الإنساني والديني والوطني يستقيض من سباته ليعيد صورة الأجداد والأباء وتعيد التضحيات ....
منذ بداية الحياة الديمقراطية على هذه الأرض وقبل أن ينظمها دستور يحترمه كل من تطئ رجله أرض الكويت نرى إن الكويت كانت تتمتع بالديمقراطية بشكل عفوي وفطري فشعبها حر أبي وحكومتها بقيادة الأسرة الحاكمة تشاور شعبها بما به مصلحه له
هذا هو وطني في اختصار فبالأمس من غدر به يأخذه بالأحضان
والذي يخطئ بحقه ويسيء إليه يتبرع له بالملايين لمساعدته
هذا هو الوطني الذي غزته فكر الإخوان والليبرالية والعلمانية
هذا هو وطني الذي كلما فرقته الأيام جمعته المحن
هذا هو وطني الذي كلما تذمر منه شعبه كلما زاد ولاءه وحبه له
هذه هي الكويت التي تكاتف شعبها لحمايته على مر السنين وهذه هي الكويت التي مهما بدأ المواطن بها بتفرقه حسب إنتماءاته واعتقاداته نجده اليوم يقف دامع العين أمام جريمة بشعة قتل فيها العشرات من البريئات....
بقلب واحد حزن الحضري والبدوي ... السني والشيعي وفي لحظة واحدة دمعت عيون كل من رأى مدى وحشية هذا الأمر...
شعب كل ما زاد تفرقته يزيد حسه الواحد فهو شعب يفرح ويغضب ويحزن في نفس الوقت ...
حقا غريب يا وطن ولكن ربما هذا ما يجعله محط أنظار العالم أجمع...
بالأخير أكتشفت أن كنز الكويت الحقيقي هو شعبه وليس النفط والأستثمارات...