الثلاثاء، 22 يوليو 2008

بدون ............. حياة

قضية ليست بجديدة على الساحة السياسية الكويتية وقبل أسابيع قليلة تحول طريق الإصلاح التي تنادي به كل من السلطتين التشريعية "مجلس الأمة" والتنفيذية "الحكومة"إلى مجرد كلمات متطايرة وحبر على ورق فكل منهما يغني على ليلاه ...

والضحية ذلك الشخص الذي ولد دون انتماء وتبعية لوطن لم يعرف غيره...

لنكن بعيدين عن التعصب ولنفكر بأنسانية أي بالعقل والقلب معا في وقت واحد ...

أنسان ولد وترعرع على أرض الكويت ولا يعرف غيره وطن أحبه ورأى أبيه وأعمامه وجده يحاربون بين جيوش الكويت.. يدافعون ضد عدوان العراقي عليه كأي مواطن لأن حب الوطن شعور وليس شعار يرفع وهذا الشعور لا يترجمه إلا أوقات المحن ووقت نداء الواجب...

يكبر هذا الإنسان حتى يرى التفرقة بينه وبين أقرانه بالعمر الذي كان يلعب معهم بالأمس بكل الخدمات التي تقدمها الدولة من تعليم وخدمات صحية وسكنية حتى التوظيف حيث أنه برأي المشرعين أنه لا يحق له حتى العيش وذنبه الوحيد أنه " بدون" ...

يتوظف هذا الإنسان في أقل الأعمال أجرا مهما كانت مؤهلاته وكفائته بمحاوله منه بالتمسك بالحياة فهو حقه الوحيد الذي حصل عليه منذ ولادته ...

وتستمر مأساته فهو لا حق له حتى بالزواج لأن مصير أبناءه مستقبلا سوف يكون بنفس مصيره وربما أكثر ظلمه ...

وينتقل هذا الإنسان إلى رحمة ربه عز وجل فهو الرحيم عليه وحده لا نجد أي شهادة وفاة له أي كأنه لم يعش ... فهو عاش منذ ولادته حتى وفاته "بدون" ليس فقط جنسية بل حتى بدون حياة....

هذه مأساة المئات من الأسر التي تعيش بيننا تتكرر بشكل يومي ونتفرج عليها مكتوفين الأيدي...
فلا حياة لمن تنادي... وقبل أيام قليلة وعلى أساس أنها بارقة أمل لتلك الأسر تم الإعلان أسماء المجنسين...

من هم المجنسين أنهم من جنسيات عربية يحملون الجنسية أو التبعية لدولتهم ...

نعم في منهم من قدم الخدمات الجليلة للكويت لهم كل الشكر والعرفان ولكن أيهما الأحق إنسان ينتمي إلى وطن وجميع أقاربه في بلاده وحتى لهجة وطنه مازال تضغي على كلماته وحديثه أو إنسان كتب عليه أن يعيش كي يموت أنسان لا يعرف أرض سوى هذه الأرض ... ؟

أصبح غير محددي الجنسية أو " بدون" الجنسية لا حق لهم بالوجود خاصة هؤلاء " بدون " الواسطة ...

إن كانوا هم " بدون" جنسية فأصبح كل من يقف في طريق معيشتهم إنسان "بدون" إحساس أو ضمير لأنهم أصبحوا يضعون مصير الإنسان أمام تيار لا يستحق أن يقع فيه وجرمه الوحيد أنه ولد "بدون"

ليست هناك تعليقات: